وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن وزير الخارجية الايراني محمدجواد ظريف القى كلمة خلال الاجتماع الوزاري للدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز الذي انعقد اليوم الاربعاء في العاصمة الاذربيجانية باكو، حيث توجه بالشكر لحسن ضيافة جمهورية آذربيجان لهذا الاجتماع، والحكومة الفنزويلية كرئيسة لهذه الحركة خلال السنوات الثلاثة الاخيرة.
ونوه وزير الخارجية الايراني الى وجود تيار متصاعد لاستهداف الدبلوماسية والتعددية والتعاون الدولي، بما يؤدي الى تشديد التحديات المزمنة وتزايد الشكوك وعدم حسم القضايا في انحاء العالم واضاف انه يبدو ان القوانين الدولية والتوافقات الثنائية وقرارات مجلس الامن الدولي ومبادئ السلوك الحضاري ، يجري التضحية بها في سياق المآرب السياسية الفردية.
وأشار ظريف الى ان منطقة غرب آسيا هي الضحية الكبرى جراء الاجراءات المناهضة للنظام العالمي، قائلا: أن الفلسطينيين يشكلون احدى اهم اهداف حركة عدم الانحياز، إذ تحملوا الكثير من العبئ والضغوطات جراء السياسات المخلة والتفردية للولايات المتحدة.
وأضاف: مواقف واشنطن غير القانونية والخطرة في الاعتراف رسميا بسيادة الكيان المحتل على مرتفعات جولان وباالقدس عاصمة لإسرائيل، حمّل الفلسطينيون اقصى درجات من الضغط والتهميش، ما ادى الى احتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية على يد الصهاينة بسبب الدعم الامريكي الاعمى وموافقة بعض دول المنطقة النامية عن قصرهم في النظر.
واشار ظريف الى اوضاع اليمن قائلا، ان الممارسات الوحشية القاسية ضد الشعب اليمني المترافقة مع التداعيات الاقليمية لهذه الحرب الجارية بدعم كامل من اميركا، هي الان في حال الخروج عن السيطرة بصورة خطيرة وقد ادت الى تصعيد التوترات والمزيد من زعزعة الامن في منطقتنا وما ابعد منها.
واعتبر وزير الخارجية الايراني، الخطوة الاميركية اللامسؤولة بالخروج من الاتفاق النووي ، رغم التزام ايران الكامل بتعهداتها، احد اهم العناصر الاخرى المسببة للتوتر في منطقتنا وما ابعد منها واضاف، ان الحرب الاقتصادية الاميركية - الارهاب الاقتصادي في الواقع – باستهدافها المواطنين الايرانيين العاديين ومحاولة تجويعهم الساذجة حتى مرحلة الاستسلام، لا تعد فقط جريمة متعمدة ضد الانسانية بل تعد ايضا تهديدا جديا ضد السلام والامن الدولي.
وتابع ظريف قائلا، في الواقع ان ادمان اميركا على الحظر او بعبارة ادق الارهاب الاقتصادي ضد شعوب الكثير من الدول الاعضاء في حركة عدم الانحياز مثل كوبا وفنزويلا وسوريا وايران وحتى قوى كبرى مثل الصين وروسيا ، قد ادى الى اضعاف هيكلية العلاقات الاقتصادية الدولية وتهديد مئات ملايين من الناس وكذلك التجارة العالمية للخطر.
واكد وزير الخارجية الايراني ضرورة اتخاذ موقف موحد من قبل المجتمع الدولي لارغام اميركا للعدول عن هذا الطريق الخطير من اجل الحيلولة دون وقوع كارثة عالمية واضاف، لقد ثبت اليوم بان اميركا تخون حتى حلفاءها، وقد ادرك الكثيرون بان التوقع من اميركا الحفاظ على امنهم يعد مطلبا فارغا – ان لم نقل مطلبا انتحاريا -.
واضاف، ان شعبنا هو الذي يدفع ثمن السلوكيات الاميركية المتهورة، وبناء عليه فمن الضروري ان يقوم اعضاء حركة عدم الانحياز بالمزيد من رص صفوفهم والعمل في ظل الفكر والاجراء الجماعي والابداعي لتغيير هذا المسار او على الاقل خفض تداعياته على الشعوب.
واشار رئيس الجهاز الدبلوماسي الايراني الى "مبادرة هرمز للسلام" التي طرحها الرئيس روحاني في شهر سبتمبر الماضي خلال اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في نويويك واعتبر ان الهدف منها هو ترويج الحوار، والاحترام المتبادل، واحترام السيادة ووحدة الاراضي، وحصانة الحدود الدولية، وحل وتسوية جميع الخلافات بالطرق السلمية، ومعارضة التهديد باستخدام القوة، وعدم العدوان، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والخارجية كل للاخر، وامن الطاقة، والتدفق الحر للمعلومات.
وقال في الختام، اننا نجدد الدعوة لجيراننا ولجميع شركائنا في حركة عدم الانحياز للتعاون من اجل تعزيز وتنفيذ مبادرة هرمز للسلام./انتهى/.
تعليقك